تقرير: كارولين فرج
لا تزال التصريحات الساخنة، والتهديدات المبطنة بين الولايات المتحدة وإيران تحتل صدارة نشرات الأخبار في مختلف أنحاء العالم.
فثمة من يرى أن تكثيف الولايات المتحدة لحجم تواجدها العسكري وبالتحديد أسطولها البحري المتمركز منذ مدة في مياه الخليج، قبالة السواحل الإيرانية، يشكل عنصر استفزاز واستعراض للقوة، لدول المنطقة عامة، ولحكام طهران خاصة.
فمن على سطح إحدى حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج، بعث نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني برسالة تهديد لإيران، قائلا: “نرسل إشارات واضحة إلى الأصدقاء والخصوم معاً.. سنحافظ على الممرات المائية مفتوحة.. وسنقف إلى جانب الآخرين لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي والهيمنة على المنطقة.”
إلا أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استخف بتهديدات تشيني، وقال: “الأمر غير وارد.. وهم يعلمون أنه في حال ارتكاب مثل هذه ‘الخطيئة’ فإن الرد الإيراني سيكون قاسياً وسيدفعهم للندم.”
ولكن ما هي طبيعة مهمة حاملة الطائرات الأمريكية، ايزنهاور، التي استمرت لأكثر من ستة أشهر تمخر بالقرب من السواحل الإيرانية، وعلى متنها أكثر من ستة آلاف فرد، بين بحار وطيار مقاتل؟
قائد البارجة، الأدميرال آلان مايرز، قال في مقابلة خاصة بموقع CNN بالعربية: “إن مهمتنا هنا تقضي بضمان السلم والاستقرار والتكامل مع جهود دول الخليج للسيطرة على مياهها، وضمان استمرار مرور الأنشطة الاقتصادية العالمية من المعابر البحرّية.”
وشدد على أن مهمة حاملة الطائرات الأساسية هي “تقديم الدعم عبر طائراتنا لحوالي 160 ألف جندي من قوات التحالف الموجودة في العراق.”
وأضاف: “لكن من الضروري مراعاة ومتابعة كافة النشاطات الأخرى التي تجري في المياه الدولية.. ولذلك فنحن نراقب سائر السفن العسكرية والمدنية من حولنا، ومن الطبيعي أنهم يراقبوننا بدورهم أيضا.”
الكابتن دان كلويد، ربان البارجة، أيزنهاور، بيَن من جانبه، أن فحوى الرسالة التي قد تبعثها المناورات الأمريكية إلى إيران، هي: “أن لدينا مسؤولية تجاه ضمان أمن المنطقة، ولدينا التزام بضرورة الحفاظ على حرية التجارة واستخدام البحار.. فنحن متواجدون هنا منذ 60 عاماً.. وعلى اتصال مع سائر حلفائنا.. ودول الخليج.. وسنظل هنا للفترة المقبلة.”
وشدد الكابتن كلويد على أن المواجهة العسكرية مع إيران ليست هدفا، وقال: “بالتأكيد نحن لا نريد المواجهة مع أحد هنا في منطقة الخليج.. كما هو الحال في أي مكان بالعالم.. هدفنا صون البيئة السلمية في البحار وخارجها ليتاح لنا العمل مع الشركاء الإقليميين أو أي طرف آخر يشاركنا المياه.”
ولا شك أن استمرار استعراض القوة بين الجانبين، ممثلا بتواجد بوارج عسكرية أمريكية ضخمة في الخليج، على مرمى بصر إيران، تنفذ من على متنها طلعات قتالية باتجاه العراق.. وبالمقابل، فإن إجراء مناورات عسكرية إيرانية، يثير القلق..
بدوره قال الكابتن كلويد: “نحن على إطلاع على كل القوات العاملة في مجالنا.. ونقيّمها بشكل متواصل.. التدريبات الإيرانية الأخيرة أظهرت قدرتهم على زعزعة استقرار المنطقة.. ولهذا فحن نراقبهم باهتمام.. ونشعر بالقلق من النتائج المرتقبة وتأثيراتها على منطقة الخليج.”
وحول ما إذا كانت الظروف وطبيعة المهمة تضطر الجانبين أحيانا للتعامل سواء جوا أو بحرا، قال الكابتن كلويد: “نحن نتعامل بصورة متواصلة مع البحرية والطيران الحربي الإيراني الذي يحلق بصورة شرعية من فوقنا.. وعلاقتنا رسمية وتقوم على احترام الاستخدام العام للبحار.”
وأخيرا نقول إن دول المنطقة، التي تربطها بالولايات المتحدة اتفاقيات دفاع مشترك، تشعر بخطر من طبيعة الدور الإيراني في العراق لأسباب سياسية ومذهبية، بالإضافة إلى بروز قضية التفوق النووي الذي يزيد من حجم التوتر والقلق بالمنطقة.